السبت، ٣٠ يوليو ٢٠١١

عبيد في زمن الحرية


* عبيد في زمن الحرية :

إنطلقت الثورة الشبابية الشعبية والقت بضلال الحرية على الوطن كاملاً وأعلنت ميلاد فجر جديد في زمن كثَرُ فيه العبيد , الثورة اليمنية الشبابية الشعبية مدت يدها للجميع بلا أستثناء , أعلنت كل الأطياف فيها أنها كـتلة واحدة وجـسدُ واحد لتحقيق الحرية . . . أمام هذا الكرم قوبلت الثورة بخذلان البعض وهم كانوا بحاجتها ولم تكن ولن تكون الثورة بحاجة إليهم . . . هؤلاء العبيد في زمن " إنطلق العالم كله لينال حريته من الأنظمة القمعية والإستبدادية والإستكبارية " قعدوا هم.. وبدل أن يبادلوا الوفاء بالوفاء.. وأن يبذلوا العرفان والشكر , ذهبوا للشر الأكبر , ذهبوا للشر المطلق , منبطحين وراقصين على " جثث الشهداء وأشلاء الجرحى , ودماء الأطفال وصرخات النساء ".

ذهبوا يستجدوا المبادرات تلوا المبادرات... وأتوا علينا بتصريحات " نارية ووهمية " وأعطوا لهم " أيدي ممدوة للتوقيع والإنبطاح "..هذه القيادات السياسية الحزبية والقيادات العسكرية وأمراء الحرب وتجارها " العبيد " للمصالح الشخصية والإملاءات الأمريكية " سيهزمون " .

الأحد، ٢٦ يونيو ٢٠١١

اليمن الولاية الـ 51

·         صنعاء عاصمة الولاية :

من مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء حيث ينطلق السفير الأمريكي - حاكم الولاية - ليرسم مسار المستقبل لليمن , يعمل جيرالد فيرستاين ليله مع نهاره في لقاء هذا وذاك  يذهب إلى أولئك ويأتي إلى هؤلاء , يرسم لهم مسارات حياتهم بما يتناسب مع مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية .

هذا النشاط الأمريكي الذي لا يخفى على أحد , يلمسه الجميع , ظاهراً للعيان يدعو إلى الخجل من أن ندعي أننا نعيش ثورة ونسعى إلى بناء دولة مدنية حديثة ذات سيادة وإستقلال , أمام هذا النشاط الأمريكي , ماذا تكون صنعاء وما هي اليمن ؟!
·        
 
أمريكا وعملاؤها - طلقاء اليوم , أدعياء جدد - :

خلال الفترة الماضية من عمر الثورة اليمنية تكشفت الحقائق وسقطت الأقنعة , فعندما كان الثوار يتصدون للغازات السامة والرصاص الحي بمختلف أنواعه وبصدور عارية وصبر وإباء , كانت أطراف أخرى تتحدث عن ثورة وتعمل بأدوات الأزمة السياسية , هذه الاطراف كانت تعمل على إستغلال الدماء وتوظيف الجراح للحصول على مكاسب بإسم الثورة والشعب , أطراف تفتح سوقها لتنال أجرة - عملاتها - فترُضي مطامعها ومكاسبها .

أطراف تمشي في خط ثوري - وللثورة خط واضحة مساراته وبيّنة إشاراته - وأطراف أخرى يوم تزور طريق الثورة وتقف أمامه ولا تدخل فيه لتعاود طريقها وتمشي في خط المصلحة الشخصية  - وإن أدعت خِلاف ذلك , فالمصلحة الشخصية واضحةُ معالمها وبينّة صورها - , فلم يستطيعوا أن يكفروا عن أخطائهم السابقة - لأنهم إن ردوا لعادوا لما نهوا عنه - لم يستطيعوا أن يعلنوا ندمهم وتوبتهم في أنهم كانوا جزء في قتل الشعب وإنهاكه والركوب على أكتاف أبناءه , لم يستطيعوا بموقف واحد أن تبين نتائجه صدقهم من أجل الثورة اليمنية .

ذهبوا للخطابات النارية ليستجدوا مبادرات وحلول تأتي من إخوانهم وأصدقائهم - الذين إشتركوا في العمالة والإجرام - ممن يسمونهم مجتمعُ دولي وهم ليسوا إلا أمريكا وعملاؤها .

أتت المبادرات والإتفاقيات ولم تنجح في ضل وجود ثورة حقيقية واعية , عملت هذه الأطراف كل ما يمكنها على الإلتفاف على الثورة وحرف مسارها أو حتى إحتوائها بما يحقق الطموحات الشخصية لها ومصلحة أمريكا , ولم ينجحوا ولن ينجحوا وهم الأخسرين .

كل محاولات الإجهاض التي أطلق خططها سفهاء القوم ( السفير الأمريكي والسعودي ) لهذه الأطراف لم تأتِ بنتيجة ترضي أطراف منقذيها والداعمين لها , لأن الله لا يصلح عمل المفسدين  


·         الخداع المزدوج
 
سقط القناع وتبينت الحقائق فحدثت الجرائم والمجازر - على مرأى ومسمع من الكل - التي فضحت الموقف الأمريكي الأوروبي الذي يماطل في إسقاط النظام رغم إمتلاكه لوسائل الضغط المتعددة الكفيلة بإسقاطه .

هذا الموقف المفضوح سارع إلى إخفائه هؤلاء الإنهزاميون - كأن لم يكن شيئاً , يخادعون الشعب وأنفسهم - عملوا بالخداع وتراضوا على جرجرة الشباب الثائر في الميدان إلى السيناريو العسكري بهدف إفراغ الساحات من الإعتصامات وتغيير مسار الثورة " وأنقلبوا خاسرين " .

بحسن نية أم بسوءها إنخدعوا بموقف وتصرفات الأمريكيين فمارسوا الخداع - مرة أخرى - ضد الشعب اليمني بتصريحات وكلمات لم تكن إلا منافية للممارسات التي يقومون بها 


·         الموقف كلمة .. والمصافحة إعتراف :

الشارع الثوري بوعي وبصيرة رفض هذه الممارسات , الشارع الثوري الذي جعل من ثورته السلمية الشعبية الحقيقية أداة لفضح النظام والإدارة الأمريكية التي تقف خلفه  وتسّير - المصافحون لها - لخدمته وخدمة توجهاتها الإستعمارية .

عند هذا الفشل - الأمريكي - سعت بكل وسائلها وبخدمة عملائها إلى تغيير شكلي للنظام والظهور بأنها - مخلص ومنجّي - للشعب اليمني من شخص على صالح لتمارس الخداع الشعب اليمني وتحقيق مصالحها فتكسب موقف الكلمة " الثورية " .

تغيير شكلي للنظام يحافظ على بقاء أركانه ولا يضر بوجودها لا يحصل إلا عبر بديل سياسي يحمل مقومات عمالة صالح فكانت الكلمة موقف من إنطلق ليستجدي المبادرات ويتقاسم الحكومة ويقدّم الضمانات ويصافح " السفهاء " .

لهذا فشلوا وفشلت أمريكا لأن - الشارع الثوري  - يعي ويعرف ويسعى إلى إسقاط النظام العميل الذي يعني إسقاط محاولات فرض الوصاية على اليمن من أي طرف كان وإن أدعّى  مصلحة الوطن والثورة .

·         فزاعة صالح والقاعدة :

لم يستطع اللقاء المشترك ولا القيادات السياسية الأخرى - المصافحه للأمريكيين - الحصول على معلومة حقيقية عن حاله صالح , فعملوا على استجداء الأمريكيين بعد أن تركوهم - ناظرين إلى الحال ’ نظرة الذئب إلى فريسته - لسان حالهم : كمن يتخبطه الشيطان من المس  , مفلسين ومهزومين , ليحصلوا على معلومة واضحة - يستغلوها - يستخدموها للحصول على سلطة ومنصب في وضع جديد .

أمام إفلاسهم عملت الإدارة الأمريكية على إبتزازهم واهانتهم حتى أصبحوا عاجزين عن رفض الإملاءات التي تأتي من السفير وأعوانه , ليحققوا حكومة تتناسب مع شروط أمريكا .. فأعلنوا السمع والطاعة .

بهذا أرادت أمريكا بتحركاتها ومحاولاتها أن تقول أنا من يملك الحق في أن أقول لكم - أيها اليمانيون -  هذا من يجب أن يلي أمركم , هذا الرئيس , هذا الحكومة , ومن أجل تعزيز ذلك تستخدم أمريكا فزاعتها القاعدية والتهويل المصاحب لها , هي بذلك تكشف عداوتها - الواضحة - للثورة ونواياها للتدخل في اليمن وإحتلاله , وما حديثها الموسع عن خطوة الوضع في اليمن إلا دلالة كبيرة على ذلك.

·         الحقيقة الواضحة " قد أضاء الصبح لذي عينين " :

زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى صنعاء ولقاءاته بمعية - حاكم اليمن - مع قيادات اللقاء المشترك وشخصيات سياسية يكشف إلى أي مدى الإنهزام الحاصل لدى هذه الأطراف وما كانت الزيارة إلا نتيجة الصفقة السرية مع السفير الأمريكي وقيادات منهم إلى إفراغ ساحة الإعتصام بوسائل مختلفة دون تحقيق مطالب الشعب اليمني التي من أهمها رفع الوصاية الأمريكية والتدخلات السعودية ونيل السيادة الحقيقية وتحقيق الإستقلال في الموقف والقرار لبناء دولة مدنية حديثة .

وأمام هذه الحقيقة وفي خضم هذا المعترك الصعب إما أن يعلن الثوار موقف واضح وحقيقي من كل هذا , الموقف المتبوع بالعمل الواعي , وأن يقفوا الوقفة المسئولة , وأن يتحركوا بإرادة صادقة إلى إنجاح الثورة أو أنهم يتجرعوا مرارة الذل والهوان على مدى الزمن القادم .

والعاقبة للمتقين.

بقلـم || عبدالله علي الحسني . ( abdullah.alhasanei@gmail.com )

الاثنين، ٢٨ فبراير ٢٠١١

إلى شعوب أمتنا الثائرة


بقلم : عبدالله علي الحسني
(
abdullah.alhasanei@gmail.com )

  • طبول الفرح :
طالعتنا الأيام القلائل الماضية بموجة غضب وثورة ضد الظلم والفساد والمحسوبيات والعنصرية والفئوية والحزبية والمذهبية وهذا أعظم ما جاء فيها وأعظم ما كان ويكون وسيكون منها سائلين الله سبحانه وتعالى لثورات أمتنا الشبابية الاستمرارية والتوفيق والنصر، دقت طبول الفرح والنصر والعزة والاستقلال من التبعية للصهيوأمريكية والرأسمالية والشيطان الرجيم، دقت طبول الفرح في تونس ومصر وستدق إن شاء الله في اليمن وليبيا والجزائر والأردن والمغرب والعراق وفي كل بلد يرأسها نظام عميل متآمر على أبناء شعبه وأمته ودينه وهويته.

الثلاثاء، ٢ نوفمبر ٢٠١٠

إن كنتم تكذبون ( حرب الكلمة )

حرب الوعي هي ما تعرف بحرب الكلمة وهذا ما بدأته قوى الإستكبار العالمي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكان بداية الطريق الذي حقق لها كل أهدافها في ضرب الإسلام وأهله , والأمر المستنكر أن المسلمين أصبحوا أحد هذه الوسائل لضرب الإسلام بسذاجتهم وابتعادهم عن روح الإسلام ومعانيه السامية وسقوطهم في حبائل ومكائد الصهيوأمريكية ، المهم بدأت القصة بشكلها العلني في ذلك التأريخ المشؤوم والذي أنتج مصطلحاً خطيراً يعرفه الجميع الإرهاب ، الإرهاب أول خطوة لإستهداف الإسلام وروحه المتمثله في القيمة العليا والأسمى للإسلام وهي الجهاد وبالتالي المجاهدين ، علمت الصهيوأمريكية أن هذا العنوان هو العقبة الكبرى أمام أي تحرك لأن مبدأ الجهاد هو بمثابة صفارة الإنذار عند المسلمين في حالة تم الإعتداء عليهم إذاً لا بد من ضرب هذا المبدأ وتغييره وهذا هو السر وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إن الحادي عشر من سبتمبر هو بمثابة حفل إشهار علني دُشن فيه ووضع حجر الأساس لبداية مرحلة جديدة ، ذلك الحدث الذي تبناه مجموعة من المسلمين وهم أعلم الناس بأنهم أبعد الناس عنه ولكنه كان ضمن المخطط فالحدث حفل إشهار لهم أيضاً وإظهارهم بمظهر المنقذ للعالم الإسلامي وللوهلة الأولى كان هذا هو الإنطباع الأول، وبالتالي إظهار أمريكا بأنها مظلومة مستهدفة وبالتالي يحق لها الدفاع بكل الوسائل عن نفسها، الحادي عشر من سبتمبر حفل إشهار لمؤامرة خطيرة لم تخدم غير الصهيوأمريكية وفقط ، كان بمثابة نقطة الإنطلاق لضرب الأمة الإسلامية فانطلقت أمريكا تعربد في الجو والبحر والبر فاحتلت الأرض وانتهكت العرض والمقدس وسلبت الأموال والثروات بغياً وعدوانا، خرج المولود الجديد وتمت تسميته فكان مولوداً مباركاً للأمة اليهودية ولكي تتم العملية على أكمل وجه تمت تسميته إرهاباً لضرب مفهوم الجهاد عند المسلمين وما يمثل من أهمية بالغة وحماية لهم من أعدائهم المتربصين بهم ، وصارت كلمة الإهارب العصا الغليظة التي يضرب بها كل من يقول ربي الله، ولمعرفة فاعل الحدث يجب تحديد المستفيد منه والحاصد لنتائجه وبالتالي معرفة الخاسر والمتضرر من الحدث وبهذا نعرف فاعله ومنتجه ومفبركه ، وبقراءة الواقع السياسي والجغرافي والسكاني والإقتصادي والإجتماعي والثقافي وما شئت سيكون المستفيد الأول والأخير الصهيوأمريكية العالمية والخاسر الوحيد المسلمين ، وهنا لا بد من الجأر بكلمة الحق أن الحدث في الحادي عشر من سبتمبر صنيعة أمريكية بحتة ولا دخل لما يسمى القاعدة فيه بأي شكل من الأشكال ، وبالتالي فإن أخطر مشروع على المسلمين هو مشروع { ما يسمى بمكافحة الإرهاب } للمكاسب الرهيبة التي يحققها لملة الكفر وأعوانهم وللأضرار الرهيبة التي يدفعها المسلمون من دمائهم وممتلكاتهم وثرواتهم ،

الجمعة، ٨ أكتوبر ٢٠١٠

زيف الخطابات الرنانة

عبدُ الله علي الحسني

المسلمات : بمختصر الكلام أيها الشعب بكل أطيافه وفي كل مؤسساته الموظفون وغير الموظفون ، تعرفون اليمن ولسنا نعيش في بلد آخر نحن هنا على نفس الخريطة والجغرافيا ، يعرف الكل ما هو اليمن وماهي الدولة فمن المسلم به أن السلطة مارست حتى أدمنت سياسة الوعود والمشاريع الوهمية والكذب وتززييف الحقائق ، وانتهجت كل ما تقدر عليه من ظلم للمواطن وزيادة تعاسته وعذابه ، تعرفون أيضاً تكبر المسؤولين وسوء إدارتهم والرشاوي والمظلوميات التي تطالكم أنتم في المحاكم والأقسام ، تعرفون الجوع والجرع التي لا تنتهي وغلاء الأسعار ، تعرفون ظلم الدولة ومن يترأس اليمن .

الكهرباء والمياة والإزفلت والمدارس والجامعات والمستشفيات التي يمن بها الرئيس ثلاثين عاماً عليكم كيف وجدتموها ؟ تعرفون شوارع العاصمة كيف هي ، تعرفون المستشفيات وكيف هو أداؤها ، تعرفون المدارس وكيف المستوى التعليمي في اليمن ولمن تذهب المنح وكيف توزع ، تعرفون الفساد المالي والإداري في اليمن ، تعرفون ما هو السبب ؟! أكيد تعرفون

الجمعة، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٠

حرب الماء والنصر الحوثي

  • وجعلنا من الماء كل شيء حي :
الماء أساس الحياة وسرها كما يعلم الجميع ، هذا الماء الذي لا يعلم الجميع أهميته وضرورته إلا بعد فقده وانقطاعه من الخزانات والآبار وعندما يمنعه الله عنا من السماء، عندها نستشعر أهميته ويضج الناس كلهم ويخافون ، وهذا هو  حال المسلم عندما ينحرف عن منهج الله ودينه يكون إنساناً متبلداً لا يهتم إلا عندما تقع المصيبة فيكون تصرفه سلبياً لأن المسلم عندما ينحرف عن منهج الله تتغير عنده الأولويات والمنطلقات فتكون أولويته ومنطلقه وهمه إشباع بطنه وفرجه ومن يؤمن له ذلك يكون إلهه الذي يسير على قوله ولا يخالفه وهذا هو حال الأمة اليوم غرقت في بحور الظلم واستخف بها حكامها وأصحاب القرار والمصالح فيها وهم لا يزالون في غفلتهم وإعراضهم عن كل توجه يقدم لهم الحلول لإخراجهم من وضعيتهم إلى وضعية يرضاها الله ورسوله ويرضونها هم، ومن علامة أحدهم أنك تراه يحب ويبغض من يقدم له شيئا من الدنيا، قصير نظره ، حقير أمله ، مقتول حلمه ، مشتت عقله وفكره ، لا ينظر إلى مصيره ومختتمه وبالتالي يعرض عن كل ما يصلحه ، وهذه الحال التي يصير إليها المسلم نتيجة طبيعية لانحرافه عن منهج الله وشريعته ودستوره؛ ونتيجة لهذا التوجه سلبه الله سبحانه وتعالى  الامتيازات التي خص بها المؤمنين من عباده ، ويكون حال الكافر بالله ورسله وقرآنه قلة حيلة أمام انعدام الماء وكل إجراءاته الوقائية سوف لن تنفعه. وهذا الانحراف أيضا ًهو سبب الأزمة القادمة على العالم اليوم ولن يكون المخرج منها إلا الاستقامة على دين الله ونهجه وهذا ما قاله الحوثي  ونادى وينادي به لحل كل الأزمات والمشاكل .

الأحد، ١٩ سبتمبر ٢٠١٠

يزيد الأحمر يستبيح المدينة

الكاتب : عبدُ الله علي الحسني . 
سأقرأ الحدث مباشرة وأدخل في الموضوع دون مقدمات فالوقت من حولنا يتسارع بطريقة مخيفة ينذر بتزايد البلاء كي تتم مرحلة التمحيص الإلهي للمؤمنين الذي يفضي إلى التمكين الإلهي للمستضعفين. ولذلك سأدخل في الموضوع مباشرة .

ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا 
حقيقة حسينية زيدية علوية نبوية قرآنية ، مفادها واضح بيّن ؛ ما كره قوم الجهاد والتضحية والبذل والعطاء في سبيل ما يعتقدون وفي سبيل ما يؤمنون إلا كان مصيرهم الذل والصغار، سنة إلهية مضت في الأولين وستمضي في الآخرين والآتين لا مفر من ذلك أبداً، ولأن قائل هذه العبارة زيد بن علي عليهم السلام فهي ملزمة لأتباعه أكثر من غيرهم وقد يكون الجميع وبلا استثناء يتفقون مع الإمام بشكل كلي، فما الذي حصل  وما حدث حتى صار أمر الزيدية والأمة إلى ما نراه ونسمعه ونشاهده ونعرفه؟!. وكذلك يتفق الجميع على أن الجهاد رأس سنام الإسلام وأصله وأن الدين لم يقم إلا به وأن للمجاهدين أعلى الدرجات وأرفعها وأجلها عند الله حتى إن وضعه بعد الاستشهاد استثنائي عند الله سبحانه وتعالى، وكذلك يتفق الجميع أن هناك مجموعة من المبادئ والأسس إذا ما خرقت يكون الجهاد فرض عين ولا يقبل للمسلم فرضاً ولا نفلاً إذا لم يقم مجاهداً بيده وقلبه ولسانه وسكناته وحركاته، ومن أهم هذه الضوابط تعطيل الحدود  والاحتكام إلى غير ما أنزل الله والحكم على من احتكم إلى غير ما أنزل الله أنه من الفاسقين والكافرين الظالمين وهذه حقيقة قرآنية وواقعية لا يستطيع أحد في هذا العالم أن يدعي ولو للحظة أن هناك من يحتكم إلى أمر الله سواءً من الأنظمة العربية أو غيرها وهذا هو الذي أخرج الحسين بن علي عليه السلام، وهذا ما أخرج زيد بن علي إضافة إلى أنه رأى امرأةً تأكل من القمامة فقال قولته المشهورة : (أنتي وأمثالك تخرجونني غداً فأقتل )، واليوم كما يعلم الجميع أن ثلاثة أرباع الأمة تأكل من القمامة بشكل أو بآخر . فأي مصلحة تبقى للمؤمن والغيور على دينه عندما يرى أحكام الله ودستوره لا يعمل بهما، فو الله إن الحسين لم يخرج أشراً ولا بطراً وإنما خرج ليرد الطاغوت والشيطان الأكبر.