- وجعلنا من الماء كل شيء حي :
الماء أساس الحياة وسرها كما يعلم الجميع ، هذا الماء الذي لا يعلم الجميع أهميته وضرورته إلا بعد فقده وانقطاعه من الخزانات والآبار وعندما يمنعه الله عنا من السماء، عندها نستشعر أهميته ويضج الناس كلهم ويخافون ، وهذا هو حال المسلم عندما ينحرف عن منهج الله ودينه يكون إنساناً متبلداً لا يهتم إلا عندما تقع المصيبة فيكون تصرفه سلبياً لأن المسلم عندما ينحرف عن منهج الله تتغير عنده الأولويات والمنطلقات فتكون أولويته ومنطلقه وهمه إشباع بطنه وفرجه ومن يؤمن له ذلك يكون إلهه الذي يسير على قوله ولا يخالفه وهذا هو حال الأمة اليوم غرقت في بحور الظلم واستخف بها حكامها وأصحاب القرار والمصالح فيها وهم لا يزالون في غفلتهم وإعراضهم عن كل توجه يقدم لهم الحلول لإخراجهم من وضعيتهم إلى وضعية يرضاها الله ورسوله ويرضونها هم، ومن علامة أحدهم أنك تراه يحب ويبغض من يقدم له شيئا من الدنيا، قصير نظره ، حقير أمله ، مقتول حلمه ، مشتت عقله وفكره ، لا ينظر إلى مصيره ومختتمه وبالتالي يعرض عن كل ما يصلحه ، وهذه الحال التي يصير إليها المسلم نتيجة طبيعية لانحرافه عن منهج الله وشريعته ودستوره؛ ونتيجة لهذا التوجه سلبه الله سبحانه وتعالى الامتيازات التي خص بها المؤمنين من عباده ، ويكون حال الكافر بالله ورسله وقرآنه قلة حيلة أمام انعدام الماء وكل إجراءاته الوقائية سوف لن تنفعه. وهذا الانحراف أيضا ًهو سبب الأزمة القادمة على العالم اليوم ولن يكون المخرج منها إلا الاستقامة على دين الله ونهجه وهذا ما قاله الحوثي ونادى وينادي به لحل كل الأزمات والمشاكل .