السبت، ٣٠ يوليو ٢٠١١

عبيد في زمن الحرية


* عبيد في زمن الحرية :

إنطلقت الثورة الشبابية الشعبية والقت بضلال الحرية على الوطن كاملاً وأعلنت ميلاد فجر جديد في زمن كثَرُ فيه العبيد , الثورة اليمنية الشبابية الشعبية مدت يدها للجميع بلا أستثناء , أعلنت كل الأطياف فيها أنها كـتلة واحدة وجـسدُ واحد لتحقيق الحرية . . . أمام هذا الكرم قوبلت الثورة بخذلان البعض وهم كانوا بحاجتها ولم تكن ولن تكون الثورة بحاجة إليهم . . . هؤلاء العبيد في زمن " إنطلق العالم كله لينال حريته من الأنظمة القمعية والإستبدادية والإستكبارية " قعدوا هم.. وبدل أن يبادلوا الوفاء بالوفاء.. وأن يبذلوا العرفان والشكر , ذهبوا للشر الأكبر , ذهبوا للشر المطلق , منبطحين وراقصين على " جثث الشهداء وأشلاء الجرحى , ودماء الأطفال وصرخات النساء ".

ذهبوا يستجدوا المبادرات تلوا المبادرات... وأتوا علينا بتصريحات " نارية ووهمية " وأعطوا لهم " أيدي ممدوة للتوقيع والإنبطاح "..هذه القيادات السياسية الحزبية والقيادات العسكرية وأمراء الحرب وتجارها " العبيد " للمصالح الشخصية والإملاءات الأمريكية " سيهزمون " .

* حرية رغـم أنوف العبيد :

أمام هذه العبودية التي هم عليها أرادوا أن يدجنوا الشعب اليمني الحُر لأن يكونوا عبيداً.. ولكن وعي وبصيرة الأحرار لم تمرر هذا التدجين وخرجت حشودهم في كافة الميادين والساحات رافضةً للوصاية وهاتفةً بالحرية والإستقلال.

الخروج الحر كشف الحقائق وأسقط الأقنعة أن المؤامرات الخارجية والمحلية فشلت والمحركون لها والناشطون معهم تعروا أمام حرية الشعب اليمني وكشفت سوءة هؤلاء وأنكشفت سوءة ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي قدم الغطاء والدعم للمجازر التي ارتكبها النظام وشارك فيها كُل من القيادات الحزبية والقيادات العسكرية.

بقيت أمام هذه السُحب السوداء أنوار الثورة ساطعة والإرادة الثورية قوية وسوف تبقى كذلك إن شاء الله حتى تتحق مطالب الثورة اليمنية الشعبية الشبابية .

* بلا طيار : الأشلاء في كل مكان :

عندما فشلوا في الحصول على معلومة حقيقية عن الحالة الصحية لصالح وفشلت المؤامرات " أمام وعي الشعب اليمني " وبعد إبتزاز طويل للمشترك والقيادات السياسية والعسكرية بورقة المعلومة الصحية عملت الإدارة الأمريكية على إستخدام ورقة أخرى بإسم صالح في إبتزاز آخر ومن نوع جديد .

بدأت الإدارة الأمريكية بتحريك ورقة القاعدة بصورة أكبر وأوسع هذه المرة وأستخدام كذبة ذريعة الإرهاب في ضرب اليمنيين وإملاء الشروط عليهم فالأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام الامريكية ونقلتها صحف يمنية وعربية عن : طائرة أمريكية ( بلا طيار ) تستهدف أبين وتقتل أكثر من ( 50 ) يمنياً.

إنتهاك مباشر لفرض حالة الرعب والخوف والعمل على قتل وتشريد اليمنيين ما كان ليأتي لولا نظام العمالة والناشطون مع النظام والشركاء مع النظام خلال 33 سنة , ما كان لهذه الأشلاء أن تتطاير لو كان هناك موقف حقيقي وواضح.

لم يفهم هؤلاء الإنبطاحيون والإنهزاميون أن أمريكا قد أثبتت عدواتها للثورة اليمنية الشعبية الشبابية منذ اللحظة الأولى , وأكثر من العدواة للثورة واليمنيين أكدت أمريكا أنها تستخدم كل الذرائع وتحرك كل الأوراق لإحتلال اليمن والسيطرة عليه فيما إذا فشلت أوراق السياسة .

* الشعب لن يسكت :

لم تكتفي أمريكا وإدراتها ومسئولوها بقتل اليمنيين بالطائرات والصورايخ وإرسال الزوارق الحربية إلى سواحل اليمن والمناطق الساحلية في الجنوب بحجة تقديم الدعم اللوجستي للقتال ما يسمى بالقاعدة وخلق مبررات للتدخل المباشر .

كان خلال الأيام الماضية نشاط حاكم الولاية - السفير الأمريكي - المفضوح أمام جميع اليمنيين بأن السبب وراء تعثر الثورة - هي أمريكا - وكشف الستار عن اللاعب السياسي الأنشط في اليمن الذي أصبح في يديه كل التحكم بأجهزة الدولة ومؤسساتها ويحركها كيف يشاء وأنى يشاء.

من خلال هذه التحرك النشيط والمتسارع تكشفت لليمنيين وتأكد صناعته للأزمة الإقتصادية وما هذه الأزمة إلى وسيلة ضغط أرادوا أن يمارسوها على الشعب اليمني للقبول بالخيارات الأمريكية .

ولكن ماذا ؟ هل سوف يرضخ الشعب ؟ أم أن الشعب اليمني سوف يتحرك تحرك يقف سداً قوياً وحصناً منيعاً امام هذا كله ؟

إن ابناء اليمن لن يسكتوا أمام الإنتهاكات الأمريكية وسوف يقفون بكل القوة أمام كل التدخلات الأمريكية وسوف يحاربونها من أي طرف كان وفي اي أرض كانت وفي أي زمان تكون .. لن يكون هناك تهاون في التعامل مع الأمريكيين والناشطون معهم .

ومن هنـُا أدعوا الشعب اليمني إلى مقاطعة كل ما هو أمريكي من منتج إقتصادي أو سياسي , أدعوا الشعب اليمني إلى مقاطعة كل من يتعامل مع التحرك الأمريكي السياسي في هذا البلد , أي طرف كان يذهب للأمريكيين تحت أي مبرر يجب أن نقاطعه .

والعاقبةُ للمتقين 


|| بقلم عبدالله علي الحسني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق