الجمعة، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٠

حرب الماء والنصر الحوثي

  • وجعلنا من الماء كل شيء حي :
الماء أساس الحياة وسرها كما يعلم الجميع ، هذا الماء الذي لا يعلم الجميع أهميته وضرورته إلا بعد فقده وانقطاعه من الخزانات والآبار وعندما يمنعه الله عنا من السماء، عندها نستشعر أهميته ويضج الناس كلهم ويخافون ، وهذا هو  حال المسلم عندما ينحرف عن منهج الله ودينه يكون إنساناً متبلداً لا يهتم إلا عندما تقع المصيبة فيكون تصرفه سلبياً لأن المسلم عندما ينحرف عن منهج الله تتغير عنده الأولويات والمنطلقات فتكون أولويته ومنطلقه وهمه إشباع بطنه وفرجه ومن يؤمن له ذلك يكون إلهه الذي يسير على قوله ولا يخالفه وهذا هو حال الأمة اليوم غرقت في بحور الظلم واستخف بها حكامها وأصحاب القرار والمصالح فيها وهم لا يزالون في غفلتهم وإعراضهم عن كل توجه يقدم لهم الحلول لإخراجهم من وضعيتهم إلى وضعية يرضاها الله ورسوله ويرضونها هم، ومن علامة أحدهم أنك تراه يحب ويبغض من يقدم له شيئا من الدنيا، قصير نظره ، حقير أمله ، مقتول حلمه ، مشتت عقله وفكره ، لا ينظر إلى مصيره ومختتمه وبالتالي يعرض عن كل ما يصلحه ، وهذه الحال التي يصير إليها المسلم نتيجة طبيعية لانحرافه عن منهج الله وشريعته ودستوره؛ ونتيجة لهذا التوجه سلبه الله سبحانه وتعالى  الامتيازات التي خص بها المؤمنين من عباده ، ويكون حال الكافر بالله ورسله وقرآنه قلة حيلة أمام انعدام الماء وكل إجراءاته الوقائية سوف لن تنفعه. وهذا الانحراف أيضا ًهو سبب الأزمة القادمة على العالم اليوم ولن يكون المخرج منها إلا الاستقامة على دين الله ونهجه وهذا ما قاله الحوثي  ونادى وينادي به لحل كل الأزمات والمشاكل .
  • امتيازات ربانية :
الأرض لله يرثها عباده الصالحين الملتزمين منهجه كاملاً غير منقوصاً ، وإن قال أحدهم لماذا عباده الصالحين ؟ أجيبه: لأن الإنسان المسلم الذي سلم نفسه لله وعبدها له والتزم شريعته واستقام على منهجه، هو الأجدر بوراثة الأرض لأنه يمتلك الحصانة القلبية من أن يحقد أو يتغطرس أو يتكبر أو يكون تابعاً لشهواته وإملاءات الشيطان الرجيم، وتكون عنده الحصانة العقلية التي تمنعه من التفكير في كل ما من شأنه الإضرار بالبشرية في أي مجال من مجالات الحياة، وبالتالي تكون عنده الحصانة العملية فلا يمكن أن يستعمل القوة المادية في نهب ثروات الأمم واحتلال بلدانها وانتهاك أعراضها ومقدساتها ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغره قوته فيكون من المستكبرين الذين تسيطر عليهم عقلية الظلم واستعباد عباد الله، ولا يمكن أن ينتج أي إنتاج لأي مبرر يضر بالإنسان وبيئته وصحته، وبالتالي يكون المسلم هو الأجدر بأن يرث الأرض لما ذكرناه وأيضاً لأنه الوحيد القادر على حل المشكلات التي لا يمكن أن يحلها أي علم أو تطور مهما كان وممن كان كأزمة الماء مثلاً ، الحل الوحيد الذي يؤمن الناس والأمة كلها ويخرجها من هذه الأزمة هو المسلم الذي يستقيم على ما أنزل الله دون أعذار ودون لف ودوران ودون تبرير ودون اجتزاء ، وعندما فسد المسلم وانحرف عن القرآن الكريم والرسول الكريم وعترته الطاهرين آل الأمر إلى ما نرى ونشاهد . ومن هنا نستنتج أن المصائب والمفاسد التي ظهرت في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس سببها المسلمون الذين فرطوا في نعمة الهادية واتبعوا وحتكموا واحكموا بغير ما أنزل الله ، هذا الوضع نتيجة لتفريط المسلمون وعلى هذا الوضع سيحاسب الجميع .
  • أضلهم وأعمى أبصارهم :
يقال أن الشرطة في الواقع العربي لا تكتشف الجريمة قبل وقوعها وحتى لا تأتي بعد وقوع الجريمة مباشرة بل تأتي بعد هروب المجرم وبالتالي فمعظم الجرائم تسجل ضد مجهول بقصد أو غير قصد، وهذا هو دأب الكثير من السياسيين والمحلليين والدكاترة وحتى رجال الدين لا يكتشفون الحيل والمؤامرات إلا بعد وقوع المصيبة ومن ثم يبدؤون بالتحليل عن بدايات المصيبة والمقدمات لها والأطراف التي يحتمل وقوفها وراء تلك المصيبة وبالتالي ماهي الأطراف المستفيدة من تلك المصيبة والأطراف المتضررة وكلام كثير من هذا؛ نحو تلك الفتوى التي سمعناها من رجال الدين في اليمن بالدعوة إلى الجهاد في حالة أرادت أمريكا دخول اليمن!!! أمريكا تعمل ليل نهار من أجل إفساد ثقافة أبناءكم وأمركة عقولهم وقلوبهم فبالله عليكم ماذا فعلتم من أجل تحصين جمهوركم من ثقافة الغازي المحتل لأراضي إخوانكم ومنتهك مقدساتكم، أنتم إرهابيون في نظر الكثير من أبناء جلدتكم فكيف سيجيب المدعو دعوتكم عجبا ًفعلكم وقولكم!!!، كان الأجدر بكم أن تعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون عدو الله وعدوكم وتنشرون في المجتمع ثقافة من لم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ولكنكم عملتم خلاف ذلك لأن حساباتكم على مقاسكم وفقط فعندما سمعتم داعي الله يدعو ويحذر من الشيطان الأكبر أخذتكم العزة بالإثم فأفتى كبيركم باستباحة الدم والأرض نزولاً عند رغبة ربه السعودي، فعندما قام داعي الله يحذر ويثقف ويدعو إلى الخطر الدهم الآتي من خلف البحارأنتم أيها .... من قام ضده محذراً من هذا الخطر الداهم وناصبه العداء وأنتم من أفتى ويفتي بضلال من يتكلم عن أمريكا أو يعد لها فهل ستجاب فتواكم ................؟!!
  • المؤمن يرى بنور الله :
الحياة إنما هي طريق استقامة وطريق اعوجاج، وما الاستقامة إلا محصلة لمن يلتزم منهج الله وهديه دون حسابات شخصية ويكون عنده الاستعداد للبذل والتضحية بالمال والنفس والولد وكل غال من أجل دين الله ومنهجه ، وبالتالي فالله سبحانه وتعالى ينور بصيرته ويزيده هدىً وعلماً وتقوى، وما الاعوجاج إلا محصلة الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيءً مع خبث المقصد ودناءة الهدف والوسيلة وهؤلاء يزيدهم الله ضلالاً إلى ضلالهم ويختم على قلوبهم فلا يستضيؤن ولا يعتبرون بالحوادث ، لفت نظري كثيراً ما حذر به السيد حسين الحوثي من مؤامرات أمريكية صهيونية تستهدف اليمن وتستدرجه إلى أن يكون ساحة لحرب القاعدة تمهيداً لغزوه وضربه ولأن المؤمن يرى بنور الله فقد قام السيد بعمل ثقافي مرتكزاً على القرآن الكريم في انطلاقته وتحليله وتوقعاته؛ فأصبح دخول أمريكا إلى اليمن مسألة وقت ليس إلا وكانت له ملزمة بعنوان دخول أمريكا اليمن يشرح فيها المعطيات ويعطي النتائج ويلزم الناس الحجة كي يتحملوا المسؤولية ويوطنوا أنفسهم ثقافياً وروحياً وعلمياً ومادياً من أجل الاستعداد لهذا اليوم كي يمثل هذا الأمر رادعا ًلمن يفكر في اليمن بسؤ ، ولكن الكثير أصم أذنيه وأعمى بصره ، وبعد ست سنوات من هذه الصرخة من الرجل المؤمن الذي باع نفسه لله بدء الكثير يستشعر الخطر ويرى دون شك ما تكلم به السيد وما حذر منه واقع الحصول لا محالة ومع ذلك ما يزالون في طريقهم ولم يتعظوا نسأل الله أن لا نكون لغيرنا عبرة . وكما قلنا: المؤمن يرى بنور الله أفاجأ وأنا أطلع على إحدى ملازم السيد حسين وهي بتاريخ 22/10/ 2002م وهو يتكلم عن أزمة مياه ستلف العالم بأسره ومن ثم يبين نوايا إسرائيل في الاستيلاء على الماء وقدم الحل لذلك ، وفعلاً أرى في هذه الأيام وفي كل وسائل الإعلام مصداق ما تكلم عنه السيد وما حذر منه، فالإعلام العربي اليوم يهتم اهتماما ًكثيراً بهذه الأزمة القادمة ولكنه كما هو لا يستطيع تقديم الحلول وأيضاَ كما غيره لا ينتبه إلا متأخراً وكل ما يقدمه للناس أنه يبشرهم بأن من يملك الماء سيملك المستقبل. ولأن العرب والمسلمون اليوم لا يولون في خططهم إن وجدت أهمية بالمستقبل فهم التزموا سياسة (ما بدى بدينا عليه) ولذلك هم من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة ومن خيبة إلى خيبة .
  • الماء والمستقبل :-
يقال أن من يمتلك الماء سيمتلك المستقبل في ظل أزمة مياه قادمة، إسرائيل تعمل للمستقبل، تسيطر عليها فكرة تعبيد كل الشعوب لها، ولأن الماء أساس الحياة وعمودها، وحياة الأرض والأنفس بل حياة الإيمان حياة الدين حياة الأمة، عزتها كرامتها لهذه الأسباب إسرائيل تحاول الحصول على المياه بأي ثمن، يقول الحوثي في هذه الملزمة :(إسرائيل تحاول أن تهدد سوريا والعراق بضرب الأنهار التي تأتي من داخل تركيا في اتفاقيات مع تركيا بأن تحول الماء إلى داخل إسرائيل، لاحظوا كيف اليهود داخل إسرائيل يحاولون بأي طريقه على أن يحصلوا على كميات كبيره تؤمن لهم حاجتهم من الماء أذكياء، أذكياء بأي طريقه يحاولون أن يحصلوا على ما يؤمّن لهم الماء من أجل أن يستطيعوا أن يقفوا على أقدامهم أكثر مما قد حصل في مواجهتنا).ويقول أيضاً في نفس المصدر:(والعرب يتعرضون في شعوب كثيرة إلى أزمة مياه، بل هي قد تكون الأزمة الخانقة داخل هذه الأمة؛ لأن معظم الشعوب العربية لا تمتلك أنهاراً، أو لديها أنهار تأتي منابعها تأتي من بلدان هي لا تزال تحمل عداءً سواءً للإسلام أو للعرب ...، إسرائيل تعمل على أن تحصل على كميات كبيرة من الماء، حكوماتنا لا تحاول أن تفكر جادة في ما هو الذي يؤمِّن لها الماء، فقط يوجهوننا إلى ترشيد استهلاك الماء، سواءً في المنازل أو في المزارع، هذا جيد لكن ماذا تملكون أنتم في سبيل توفير المياه؟ تبني سدود صغيره هنا وهناك وخزانات صغيره هنا وهناك، هذه الخزانات وهذه السدود جيده، لكنها لا تؤمن الحاجة الضرورية من الماء للبيوت على أكثر تقدير، بالنسبة للمزارع كثير من المناطق لا يصلح فيها سدود تكون كافيه لسقي الأرض ولفترات طويلة فيها لو بقى الجفاف من سنتين فما فوق). ثم ما جدوى هذه السدود والخزانات إذا منعت السماء ماءها .
  • إسرائيل واحتلال الماء:-
إسرائيل دولة غير شرعية تغتصب الأرض، تقتل الإنسان وتنتهك حقوقه وإنسانيته، هذا هو دينها وهذه هي عقليتها ونفسيتها، تفكر بالشر وتضمره عدوانية حتى في ملاعب كرة القدم وغيرها، ولذلك ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة كي تعيش الأمم في سلام وطمأنينة وألزم الأمم أيضاً بتباع والتزام ما أنزله الله عليهم كي تكون لهم العزة  فعندما ترى الصهيوني في موقف هجوم فاعلم يقيناً أن هناك خلل رهيب في بنية البشرية ككل، عندما يسيطر هؤلاء فاعلم أن هناك خلل في ثقافة البشرية وتعاملاتها ، فهم من أخبث البشرية وأذكاهم في كل ما يؤدي إلى إفساد الفطرة البشرية وثقافة الحق وأديان السماء، وينظرون إلى المستقبل بعين التخطيط والمراقبة والإعداد لأنهم يتوجسون خيفة من كل صاحب ضمير حي وثقافة حية بنيت على أسس سماوية ولأن الماء من أساسيات التفوق والعلو والتمكين وهم حريصون على احتلال كل ما يؤدي إلى التفوق والتمكين والاستكبار، نراهم يخططون للاستيلاء على منابع المياه في الشرق الأوسط كي يمتلكون المستقبل ويستمر فجورهم وبغيهم، البلطجة والقوة والبربرية هي طريقتهم في الحصول على أسباب القوة ومن ضمنها السيطرة على منابع الماء أو تحويل هذه المنابع إليهم، اليهود والنصارى يرون الحل في السيطرة على هذه المنابع ويسعون لحل أزمة الماء بهذه الطريقة، لأنهم لا يمتلكون رؤية أخرى وحلاً آخر يمكنهم من الحصول على الماء غير العمل بطرق خبيثة وملتوية تكلفهم أموالهم ودماءهم، فماذا يعمل العرب والمسلمون من أجل تأمين احتياجي مائي للمستقبل علماً بأنهم من يمتلكون الحل لهذه الأزمة دون غيرهم ؟!!. ولكن المسلمون عن نهج ربهم لمعرضون.
  • إنعدام حيله :-
من ينكر الإسلام وثقافته ومفاهيمه ومبادئه، تكون منهجيته في تحقيق آماله هي القوة والمكر السيئ ، ولأنهم منكرون لهذا الدستور القرآني فهم يغفلون عن حقيقة مهمة وهي أنهم قد يخسرون الكثير من الأموال في بناء السدود وغيرها، وقد يخسرون أموالاً كثيرة في عقد اتفاقات للحصول على الماء، وقد يخسروا دماءً وأموالاً من أجل تحقيق هذا الهدف ولأنهم منكرون للمنطق الرباني والوعد الإلهي، يرون أن هذه هي الحلول، فإذا حققوا ذلك هل تحل المشكلة أم ستكون قائمة؟ ستكون قائمة لأنهم لا يعلمون أن هذه الأنهار ومنابع المياه قد تصبح أجاجاً وقد تغور في أعماق الأرض فمن الذي يأتيهم بماءٍ معين؟ من سيحل لهم هذه المشكلة؟ هذه المشكلة حلها بيد الله سبحانه وتعالى، فيكون موقفهم انعدام الحيلة والعجز، لأنهم عبيد من عبيد الله وهو وحده من ينزل الماء الذي تشربه ويحيي كل شيء به، سيكون الحل لأزمة المياه هو الرجوع إلى الله والاستقامة على نهجه فكيف سيفعلون ويصنعون وهم منكرون؟.
  • إذا فنحن المسلمون:-
ستكون أزمة المياه وأي أزمة قادمة وأي عقوبة من الله على البشرية سببها عدم الاحتكام إلى شرع الله، عدم الاستقامة على منهجه، فنحن نعيش في مؤسسة أرضية يملكها الله سبحانه وتعالى ولديها لائحة تنظم كل أمورها وتدبر كل شؤونها تحت إشراف الله الملك والمالك لهذه المؤسسة، لهذه المؤسسة إستراتيجية وسياسة واضحة مبينه في دستور هذه المؤسسة التي يجب أن يحتكم إليها كل المنتسبين إلى هذه المؤسسة وبموجبها يقيم أداء كل المنتسبين على حسب مسؤولياتهم، وتقوم هذه المؤسسة على مبدأٍ مهم في تقييم المنتسبين إليها وهذا المبدأ هو مبدأ الثواب والعقاب، وقيام كل مسئول بالمسؤولية الملقاة على عاتقه. وهنا يؤكد الحوثي أن أي حل لأزمة الماء سيكون بيد المسلمين شريطة أن يستقيموا على منهج الله ويحتكموا بحكمه، ومن هنا نستنتج أن أي مصيبة تحل وستحل بالبشرية سببها المسلمون الذي فرطوا في دين الله ودستوره ، من مصائب التلوث البيئي والإحتباس الحراري والاضطرابات القائمة اليوم والفساد الذي ظهر في كل مجالات الحياة، لأنهم لو التزموا القرآن الكريم ورسول رب العالمين وأخذوا هدايات الله من أئمة الحق عليهم السلام لسادوا الأرض وعمروها بكل ما للكلمة من معنى.
  • وأن لو استقاموا على الطريقة:-
عندما يخرج الإنسان على دستور بلاده يقع في مشاكل مع القائمين بأمر تلك البلاد فيعاقب كل على حسب خروجه أو مخالفته، ويكون الحل في رجوعه إلى جادة الصواب بإعلانه التوبة والالتزام بهذا الدستور، ولأننا مسلمون:- ودستورنا هو القرآن فيتوجب علينا الاستقامة كحكومات، فنرجع إلى القرآن الكريم ونحل حلاله ونحرم حرامه، ويكون مرتكزاً ثقافياً وعلمياً لنا، ونستقيم كمجتمعات في التعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونستقيم كأفراد في أن يكون موتنا وحياتنا وأهوائنا وكل تفاصيل حياتنا محكومة بما يؤدي إلى رضاء الله، يستقيم الجميع في القيام بالتكليف الشرعي والعقلي والإستراتيجي والذي يؤدي إلى أن تكون الحاكمية لله وحده وهذا ما يقدمه السيد/ حسين بدر الدين الحوثي كحل لكل المشكلات والأزمات من الماء إلى غيرها والذي أشرنا إليه فيما تقدم.قال تعالى : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) ، هكذا من يلتزم بمنهج الله ودستوره سيكون أول من يصل إلى المشكلة قبل وقوعها ومن ثم يقدم الحل الذي يمنع حدوثها، وكذلك هو من يلتزم شريعة غير شريعة الله وثقافة غير ثقافة دين الله فإنه سيفاجأ بالمشكلة والمصيبة ويكون تحركه في الوقت الذي لا ينفع فيه عمل إلا من اتقى منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والحكم الله والموعد القيامة وإلى الله ترجع الأمور.

وبهذه الرؤية البعيدة المدى التي كان ينظر بها الحوثي للمستقبل ووفقاً للمرتكزات العلمية والثقافية التي كان يقرأ بها الأحداث ويتوقع المتغيرات ويكتشف الخلل ويقدم له الحل الذي يستخلصه من مرتكزه العلمي والثقافي ويبني قلبه ونفسه وقلب وعقل من يتبعون منهجيته القرآنية استعداداً لأي طاريء دون القفز إلى النتائج ، بهذه الروحية والمنهجية والتوجه والعقلية خطى خطوات كبيرة جداً كسرت كل القواعد المتعارف عليها عند العوام والهمج الرعاع وأصحاب المصالح وعلماء السؤ، بل سأذهب إلى أكثر من ذلك فقد استفاد الجميع من العاملين في الساحة اليمنية وغيرها من حركته وأساليبه وأعاد الكثير من العاملين منذ سنين ولم ينجحوا في تخفيض سعر بيضة!! حساباتهم في كل مستويات تنظيماتهم وأعادوا بناء كوادرهم وصار المنتهجون نهج القرآن في صعده مثلاً للحركات ودافعاً للكوادر الحزبية والتنظيمية للثبات والاستمرار والبذل والعطاء، بهذا التوجه والمرتكز العلمي والثقافي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ربى الحوثي أمة صنعت حاضرها ومستقبلها، ولهذا أدعو كل متحامل وعدو ومغرض وجاهل ومتجاهل ومقاطع لملازم السيد وفكره ونظرته التجديدية العملية بضرورة الإطلاع عليها ودراستها كي يرى أين يقف وإلى أين سيتحرك، أعود فأقول والله من وراء القصد والحكم الله والموعد القيامة وإلى الله ترجع الأمور.

الكاتب : عبدُالله علي الحـسني 
abdullah.alhasanei@gmail.com

هناك تعليق واحد: