حرب الوعي هي ما تعرف بحرب الكلمة وهذا ما بدأته قوى الإستكبار العالمي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكان بداية الطريق الذي حقق لها كل أهدافها في ضرب الإسلام وأهله , والأمر المستنكر أن المسلمين أصبحوا أحد هذه الوسائل لضرب الإسلام بسذاجتهم وابتعادهم عن روح الإسلام ومعانيه السامية وسقوطهم في حبائل ومكائد الصهيوأمريكية ، المهم بدأت القصة بشكلها العلني في ذلك التأريخ المشؤوم والذي أنتج مصطلحاً خطيراً يعرفه الجميع الإرهاب ، الإرهاب أول خطوة لإستهداف الإسلام وروحه المتمثله في القيمة العليا والأسمى للإسلام وهي الجهاد وبالتالي المجاهدين ، علمت الصهيوأمريكية أن هذا العنوان هو العقبة الكبرى أمام أي تحرك لأن مبدأ الجهاد هو بمثابة صفارة الإنذار عند المسلمين في حالة تم الإعتداء عليهم إذاً لا بد من ضرب هذا المبدأ وتغييره وهذا هو السر وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إن الحادي عشر من سبتمبر هو بمثابة حفل إشهار علني دُشن فيه ووضع حجر الأساس لبداية مرحلة جديدة ، ذلك الحدث الذي تبناه مجموعة من المسلمين وهم أعلم الناس بأنهم أبعد الناس عنه ولكنه كان ضمن المخطط فالحدث حفل إشهار لهم أيضاً وإظهارهم بمظهر المنقذ للعالم الإسلامي وللوهلة الأولى كان هذا هو الإنطباع الأول، وبالتالي إظهار أمريكا بأنها مظلومة مستهدفة وبالتالي يحق لها الدفاع بكل الوسائل عن نفسها، الحادي عشر من سبتمبر حفل إشهار لمؤامرة خطيرة لم تخدم غير الصهيوأمريكية وفقط ، كان بمثابة نقطة الإنطلاق لضرب الأمة الإسلامية فانطلقت أمريكا تعربد في الجو والبحر والبر فاحتلت الأرض وانتهكت العرض والمقدس وسلبت الأموال والثروات بغياً وعدوانا، خرج المولود الجديد وتمت تسميته فكان مولوداً مباركاً للأمة اليهودية ولكي تتم العملية على أكمل وجه تمت تسميته إرهاباً لضرب مفهوم الجهاد عند المسلمين وما يمثل من أهمية بالغة وحماية لهم من أعدائهم المتربصين بهم ، وصارت كلمة الإهارب العصا الغليظة التي يضرب بها كل من يقول ربي الله، ولمعرفة فاعل الحدث يجب تحديد المستفيد منه والحاصد لنتائجه وبالتالي معرفة الخاسر والمتضرر من الحدث وبهذا نعرف فاعله ومنتجه ومفبركه ، وبقراءة الواقع السياسي والجغرافي والسكاني والإقتصادي والإجتماعي والثقافي وما شئت سيكون المستفيد الأول والأخير الصهيوأمريكية العالمية والخاسر الوحيد المسلمين ، وهنا لا بد من الجأر بكلمة الحق أن الحدث في الحادي عشر من سبتمبر صنيعة أمريكية بحتة ولا دخل لما يسمى القاعدة فيه بأي شكل من الأشكال ، وبالتالي فإن أخطر مشروع على المسلمين هو مشروع { ما يسمى بمكافحة الإرهاب } للمكاسب الرهيبة التي يحققها لملة الكفر وأعوانهم وللأضرار الرهيبة التي يدفعها المسلمون من دمائهم وممتلكاتهم وثرواتهم ، الإرهاب السلاح الفعال لضرب مفهوم الجهاد الذي يعتبر روح الإسلام وذروة سنامه ، الجهاد هو المعنى الوحيد الذي يخيف الطاغوت دائماً ، الطاغوت لا يخاف من ثقافة الصلاة والصيام والتعبد إذا لم تكن من أجل القيام بالجهاد الذي هو فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الطاغوت يخاف من ثقافة الجهاد التي تصنع رجلاً يكون من أنصار الله ليس بغر ولا ساذج بل يقظ ومتحفز ويُعد العدة ويُحدّث نفسه بالغزو دائماً ، ثقافة الجهاد هي أرقى ثقافة في المنظومة الإسلامية وأبرز أهدافها زلزلة عروش المنكر المتمثلة في الطاغوت والمستكبرين من عبدة الشيطان والهوى ، الجهاد هو التفاني من أجل إعلاء كلمة الله التي فيها عز وكرامة البشرية جمعا وبالتالي ذل وإهانة الباطل ومن يتعصب له ، وهذه المؤامرة لم يتنبه لها إلا قلة قليلة من المؤمنين كان على رأسهم السيد حسين بدرالدين الحوثي الذي يقول في ملزمة الإرهاب والسلام وهو يتكلم عن الإرهاب وكيف تم استهداف الجهاد عن طريق هذا التوصيف المنكر والبغيض وكيف فرط المسلمين اليوم في مسؤولياتهم فانقلبت الصورة بالمطلق ومن أحد هذه الإنقلابات الخطيرة ضرب مفهوم الجهاد بالإرهاب : ((هذا الجهاد المقدس، هذا المصطلح القرآني الهام، هذا المبدأ الذي ترتبط به عزة الأمة وكرامتها، وترتبط به حيوية القرآن والإسلام، يرتبط به وجود الأمة كلها وهويتها هاهو يتعرض لأن يُبدّل، كما بُدّلنا نحن في واقعنا، قعدنا وهم من يتحركون في البحار، وهاهم يحولون الجهاد إلى كلمة تصبح سُبَّة نحن نرددها، ويجعلونها كلمة أمريكية تضفي الشرعية على أي ضربة أمريكية لأي جهة. تُبدل كلمة [جهاد] بكلمة [إرهاب] فمن هو مجاهد فهو إرهابي، ومعنى أنه إرهابي أنه من قد وقع من جانبه ما يعطي أمريكا شرعية أن تضربه، ما يعطي عميلاً من عملاء أمريكا شرعية أن يضربه، ونحن من نبارك تلك الضربة، سنقول: [هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يهتف بهذا الشعار في هذا الجامع؟، هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يتحدث عن الجهاد؟، هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يفتح مدرسة هنا يربي الشباب فيها على روح القرآن؟ والذي روحه الجهاد إذاً هو إرهابي فليضرب]. )).
الجهاد الذي يعتبر الطريق الوحيد لقيام الإنسان بتكليفة الإلهي والطريق الوحيد الذي يُسقط راية الطاغوت ويزلزل عرش الباطل ، فعندما يسلبك عدوك أهم أسلحتك فأي كرامة لك ، هذا ما كان يحذر منه السيد حسين بدر الدين الحوثي لأنه يرى نتائج هذا التوجه وفظاعتها ويرى بنور الله كيف سيصير واقع الأمة إذا سقطت في حبائل الإستكبار العالمي، ولعمق رؤيته وبعد نظره كان أول من رفع راية الجهاد رداً لراية الإرهاب المرفوعة ضد المسلمين وبدأ المواجهة على أساس تحديد الإرهاب والأرهابين من حيث المنبع والمصدر والصفات ومستبصراً بقوله تعالى : (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) هؤلاء الإرهابيون يا أيها الموحدين في كل بقاع الأرض والمتأمل في الآية يجدها تنطبق على الصهيوأمريكية انطباقاً تاماً ، وعلمت الصهيوأمريكية أنها الوحيدة المستهدفة بالجهاد لأنهم قوم يعتدون ، الجهاد كما يقول السيد حسين بدر الدين هو شرعية لنا نحن المسلمين نتحرك على أساسه في ضرب أولئك المفسدين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، فكل من تتوفر فيه تلك الصفات المذكورة في الآية فالجهاد يستهدفه .
- الإرهاب في القرآن الكريم
حدد السيد حسين بدرالدين الحوثي منهجيته في المواجهة ومرتكزاتها وأهدافها ووسائلها والعدو المستهدف من التحرك ولأنه رجل لا يتحرك إلا وفق القرآن وتعاليمه وإرشاداته وهداياته وحدوده اللامتناهية ، القرآن الكريم الذي يمثل الشفاء من الخلط المعرفي والعلمي الواقع فيه كثير من المثقفين والعلماء والمفكرين وأصبح يرى كل حدث في العالم بعين القرآن وإلى أي طريق يأخذه القرآن يذهب إليه بصلابة الرجال الواثقين بنصر الله ودفاعه وتثبيته والمعتزين بعزه فكان عصياً على التركيع والإذلال ، نسمع الزعامات العربية في كل وقت وحين وكذلك النخب الثقافية والفكرية وهي تطالب الأمريكي بوضع تعريف بيّن للإرهاب وتعريف محدد له , عجباً قولهم كيف تطلبون من الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي تعريف مصطلح عربي لقد قلتم منكراً من القول وزوراً ، كلمة الإرهاب للعلم هي كلمة عربية الأصل والمنشأ وتعريفها واضح مشرق بيّن ساطع يقول السيد حسين في ملزمة الإرهاب والسلام : (( لماذا لا نرجع نحن إلى القرآن وإلى لغتنا لنعرف ما هي كلمة [إرهاب]؟ وما علاقتنا بها؟ وأمام من يجب أن يكون الناس إرهابيين؟ وما هو الإرهاب المشروع؟ وما هو الإرهاب الذي ليس بمشروع؟. )) يرى السيد حسين أن للإرهاب معنى قرآني ويدعوا المثقفين والزعماء إلى مقاومة الإنحرافات في معنى هذه لكلمة لأنه يعلم حجم الويل والثبور التي ستجره على المنطقة بأسرها إن لم يتخذ هذا الموقف السريع ولكن لا حياة لمن تنادي .
المعنى يفهم من آية محكمة من كتاب الله قال تعالى : (ترهبون به عدوّ الله وعدوكم ) يقول في نفس الملزمة الإرهاب والسلام ((كلمة [إرهاب] في القرآن الكريم تعني أن على المسلمين أن يعدوا القوة بكل ما يستطيعون، بل وأن يلحظوا حتى الشكليات وأن يلحظوا حتى [المرابط] التي هي في الأخير ستزرع الهزيمة في نفس العدو {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) إن عليكم أيها المسلمون ـ هكذا يقول القرآن الكريم ـ إن عليكم أيها المؤمنون أن تعملوا بكل ما تستطيعون على أن ترهبوا أعداء الله، هذا هو الإرهاب المشروع )) ، وهل يمكن أن يعترض مسلم على هذا المعنى أي مسلم يؤمن بالله رباً وبمحمداً نبياً صلى الله عليه وآله وسلم .
- الإرهاب الأمريكي :
تعريف الإرهاب معلوم عند المسلمين من ثقافتهم القرآنية المتروكة والمعزولة وكل ما تعيشه الأمة من مصائب وكوارث ومآسي سببه عزل الثقافة القرآنية من واقع الأمة ومستوياتها التنظيمية والعلمية والإدارية ، الإرهاب المشروع هو الإرهاب الذي يستهدف أعداء الله أي من يعملون على أن تكون كلمة الله هي السفلى وكلمة الذين كفروا العليا ، هؤلاء من يجب علينا ممارسة الإرهاب ضدهم وزلزلة تحركهم وأقدامهم حتى يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ولأننا لم نمارس الإرهاب المشروع ضدهم صارت الأمور أيها المسلمين إلى ما ترون وتسمعون وتشاهدون ، وسيمارس ضدكم إرهاب غير مشروع بالمطلق ولا احترام فيه لكرامة الإنسان وحقوقه بل أسس على إذلال المسلمين والإمعان في إذلالهم ، الإرهاب الذي يعني الحرب الصليبية التي أسس لها بوش الرئيس الأسبق لأمريكا حرب مفتوحة لا تبقي موحداً ولا تذر ، هذا هو الإرهاب الذي يردد الزعماء العرب والمسلمين ومثقفيهم والغرف الإعلامية التابعة للشيطان الأكبر يرددون الإرهاب بهذا المعنى بالمعنى الذي يعني ضربهم قبل غيرهم وإذلالهم قبل غيرهم وتسفيه معتقداتهم وثقافتهم قبل غيرهم ولكنهم أنفسهم يظلمون ، حرب صليبية على كل ما هو إسلامي أو فيه رائحة إسلامية ، يقول السيد حسين بدر الدين في نفس المصدر : ((أليس هذا من مظاهر تغير الأمور وتعكيس الحقائق؟. إن علينا أيها الأخوة أن نتحدث دائماً عن الجهاد، حتى أولئك الذي ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة (جهاد)؛ لأن كلمة [جهاد] في نفسها، كلمة [جهاد] في معناها هي تتعرض لحرب، أصبحنا نحن نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كل شيء من قِبَل أعداءنا يتوجه إلى حربنا في كل شيء في ساحتنا، إلينا شخصياً، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية. أن لا نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة [جهاد] القرآنية، وتغيب كلمة [إرهاب] بمعناها القرآني ليحل محلها كلمة [إرهاب] الأمريكية. وهذه الكلمة [إرهاب] تعني أن كل من يتحرك بل كل من يصيح تحت وطأة أقدام اليهود سيسمى [إرهابي]، أن كل من يصيح غضباً لله ولدينه، غضباً لكتابه، غضباً للمستضعفين من عباده الكل سيسمون [إرهابيين]، ومتى ما قيل عنك: أنت إرهابي فإن هناك من يتحرك لينفذ ليعمل ضدك على أساس هذه الشرعية الأمريكية التي قد وُضِعَت من جديد. )) ، هذا هو الإرهاب الأمريكي وهذه الشرعية الأمريكية التي وضعت وخبزت في مخابز الصهيوأمريكية ، هذا هو التعريف للإرهاب أيها المسلمين وهؤلاء هم الإرهابيين في القاموس الصيوأمريكية ، وهنا سؤال يطرح نفسه هل يليق بمسلم أو يجوز له أن يردد كلمة الإرهاب بهذه المعاني الشيطانية وهل يجوز إطلاق وصف مسلم عليه؟! هل هذا التعريف هو ما يبحث عنه زعماء العرب ؟! إذاً خذوه هنيئاً مريئا أيتها الزعامات الساقطة في حضن أمريكا يا من بعتم دينكم بثمن بخس منها ، إن من يرضى هذا التعريف أو يروج له ليس من ديننا ولا من تاريخنا ولا من ثقافتنا بل هو موالياً لليهود والنصارى ومنهم وهذا هو التوصيف الحقيقي لواقع الزعامات العربية والإسلامية الحالية .
- أول المستبصرين :
السيد حسين بدرالدين الحوثي أول المتنبهين لهذه الحقائق كلها وأول العاملين في الساحة اليمنية والإسلامية عدا حزب الله وحركات المقاومة في فلسطين والعالم من أجل توعية الناس وإفهامهم حقيقة المؤامرات التي تحاك لهم وأعتبره أول من خاض معركة الوعي , يقول السيد حسين في ملزمة الإرهاب والسلام وهو يخوض معركة الوعي ويحذر المسلمين كافة من استساغة كلمة الإرهاب أو استسهال وتطنيش التحرك الأمريكي ويحذر من ترديد هذه الكلمة الترديد الأجوف أو دعم أي تحرك تحت هذا العنوان من أي فئة كانت أو دولة كانت لأنه سيكون المبرر الذي يعطيه المسلمين أنفسهم للمعتدي على الإسلام وأهله ودعى إلى أن تتم معاقبة المخطيء والمنحرف وفقاً للمنهجية الإسلامية العظيمة ، سعى جاهداً كي يرفع غمامة الجهل عن الأمة لأن الخطوة الأولى لأي نصر ميداني أساسة التوعية والتثقيف وتغيير مجموعة من المباديء والثوابت والمفاهيم المغلوطة في الذهن والتي تعيق التحرك والإنطلاق وهذا فعل الأنبياء عليهم السلام ، لأن الخطوة الأولى التي قام بها منفذوا أحداث الحادي عشر من سبتمبر هدفها بالدرجة الأساس تهيئة ساحة الحرب على مستوى العقول فتجعلها متجاوبة مع التبريرات التي يسوقها الأمريكيون ومبررة لأفعالهم وبالتالي تخلو الساحة من المواجهة الحقيقية القائمة على أساس أن هؤلاء معتدين وهذا ما تم فقد تصور العرب أن أمريكا فاتحة ومخلصة لهم من الظلم فوقعوا في أشر وأقسى مما هربوا منه ، وقَبِلَ السُذج وهم السواد الأعظم من المسلمين ردة الفعل الأمريكية ضد الأحداث المفبركه وهذا ما بخع السيد نفسه كي لا يحصل , يقول : ((إن علينا أيها الاخوة أن نتحدث دائماً حتى لا نترك كلمة [إرهاب] بمعناها الأمريكي أن تترسخ في بلادنا، أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا أو أن تسبق إلى أذهان الناس، علينا أن نحارب أن تترسخ هذه الكلمة، لأن وراء ترسخها ماذا؟. وراء ترسخها تضحية بالدين وتضحية بالكرامة وبالعزة وبكل شيء، حينئذٍ سيُضرب أي عالم من علماءنا سيقاد علماؤنا بأقدامهم إلى أعماق السجون، ثم يعذبون على أيدي خبراء يهود، الذين يمتلكون أفتك وسائل التعذيب على أساس ماذا؟. [أنه إرهابي]. فيكون الناس جميعاً هم من أصبحوا يسلمون أن كلمة [إرهابي] هي كلمة مَن أُطلقت عليه ـ بحق أو بغير حق ـ هو من يصبح أهلاً لأن يُنَفَّذ بحقه العقاب، ومن هو المنفذ المسلمون أم الأمريكيون؟. الأمريكيون أو عملاؤهم ينفذون ما يريدون عمله فيعذبون علماءنا.
وكل من يصرخ ليعيد الناس إلى العمل بكتاب الله هو أيضاً عندهم إرهابي، وكل من يدرس الناس في مدرسة علوم القران هو أيضاً عندهم إرهابي، وأي كتاب يتحدث عن أن الأمة هذه عليها أن تعود إلى واجبها وأن تستشعر مسئوليتها هو أيضاً عندهم إرهابي. )) ، هذا ما كان يخيف السيد حسين وما كان يعمل على دحره لأنه الخطوة الأولى الإنتصار الكبير ، فما الذي حصل ؟ الذي حصل خلافاً لذلك تماماً فقد مرر المشروع الأمريكي ونفذ كاملاً في البلاد الإسلامية وأصبح الإرهاب هو الهم الأول المسيطر على الحكومات العربية وتبذل كل غال ونفيس في سبيل محاربته.!!
- الذي حصل:
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدأ سفراء الصهيوأمريكية في جولة مكوكية وحركة دؤوبة لإخضاع زعامات العالم الإسلامي وإدخالهم في الإستراتيجية الصهيوأمريكية الجديدة ، الإستراتيجية التي عنوانها التعاون المشترك على مكافحة الإرهاب وجذوره ومنابعه ، وكان لهم ما طلبوا فعار علينا أن يرد طلب لأمريكي أو صهيوني ودخلت اليمن ضمن هذا الحلف بإخلاص وتفاني واجتهاد كي تحصل على الرضا التام وهنا كانت بداية التغير الجذري ليس في الحرب على الإرهاب بل على المواطن المستسلم المطنش تغيير قلب الطاولة على الجميع فأصبح المواطن اليمني ينام ويستيقظ مترقباً خائفاً من جرعة أو طلقة كيف لا وقد أعلنوا الحرب على الله , حرب من دخلها خرج خاسراً لدنياه والآخرة يقول السيد في نفس المصدر : ((أو لم نسمع جميعاً –أيها الأخوة- أنه عندما جاء المبعوث الأمريكي إلى اليمن دار الحديث بينه وبين الرئيس حول (ضرورة التعاون على مكافحة الإرهاب، وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب). هل تركوا مصطلحاً آخر لم يصلوا إليه؟. منابع الإرهاب، وجذور الإرهاب هو القرآن الكريم بالمعنى الأمريكي لكلمة [إرهاب] هو إرهابي. هل نسمح بكلمة (جذور إرهاب، ومنابع الإرهاب) أن يكون معناها القرآن الكريم وعلماء الإسلام ومن يتحركون على أساس القرآن؟. إن الحقيقة أن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هي أمريكا، إن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب الإجرامي هم أولئك الذين قال الله عنهم {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً}(المائدة: من الآية33) هم أولئك الذين لفسادهم لاعتدائهم لعصيانهم لبغيهم جعل منهم القردة والخنازير. أليسوا هم منابع الإرهاب وجذور الإرهاب؟. أليسوا هم من يصنعون الإرهاب في هذا العالم؟. من هو الإرهابي؟ هل هو أنا وأنت الذي لا يملك صاروخاً ولا يمتلك قذيفة ولا يمتلك مصنعاً للأسلحة ولا يمتلك شيئاً أم أولئك الذي يصنعون أفتك الأسلحة؟. من هو الإرهابي أنا وأنت أم أولئك الذين يستطيعون أن يثيروا الحروب والمشاكل في كل بقعة من بقاع العالم؟. ))
- إستراتيجية المسيرة والقائد المؤسس :
رأى السيد حسين بدرالدين الحوثي أن لا بد من دخول الحرب ، الحرب المفتوحة لإنه الخيار الوحيد فقد التحق الكثير وسقطوا في مستنقع حرب الإرهاب بالمعنى الأمريكي ومكافحته حتى ضاعت العراق وأفغانستان وباكستان والصومال ولبنان والسودان واليمن وفلسطين ومصر والأردن والسعودية وغيرها ، ولأن مشاعل النور والتغيير تبدأ بفرد واحد على مر العصور وهو من يضحي ويتعب ويكدح من أجل التغيير تحمل السيد حسين بدر الدين هذه المسؤولية كي لا يضيع اليمن وبقية الدول المستهدفة ، وتلفت يميناً ويساراً فوجد أن الجهاد في هذه المرحلة أصبح فرض عين على كل مكلف يؤمن بالإسلام دستوراً ربانياً وينتمي له ، يهدف التحرك الصهيوأمريكي إلى ضرب الثروة القومية الإنسانية التي يمتلكها المسلمون دون غيرهم وهو القرآن الكريم فعمل السيد حسين على إحيائه وتفعيل كل مبادئه ومفاهيمه فكان اليمن العدو المباشر وكل المؤامرات التي نراها اليوم في الساحة اليمنية بشكل مباشر هدفها ضرب الحوثي أولاً وامتصاص اليمن ثانياً فكان القرار الأول : إعتماد القرآن الكريم مصدراً أولاً وأساسيا ووحيداً للأخذ ومرتكزاً علمياً وثقافياً وتربوياً، وهذا القرار كان قراراً للمواجهة والطلقة الأولى في الحرب لأنه تحرك استراتيجي يقوم على تفكيك الهدف الصهيوأمريكي ودحره يقول السيد حسين بدر الدين الحوثي : ((أليست الثقافة القرآنية هي من تنشئ جيلاً صالحاً؟، من ترسخ في الإنسان القيم الفاضلة والمبادئ الفاضلة؟ ؛كي يتحرك في هذه الدنيا عنصراً خيراً يدعوا إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح للآخرين؟. يهتم بمصالح الآخرين؟. لا ينطلق الشر لا على يده ولا من لسانه؟. أليس هذا هو ما يصنعه القرآن؟. أنت لا حظهم أليست ثقافة الغربيين هي من تعمل على مسخ الفضائل؟، هي من تعمل مسخ القيم القرآنية والأخلاق الكريمة من ديننا ومن عروبتنا؟ أليس هذا ما تتركه ثقافتهم في الناس؟. )) .
القرار الثاني : إعتماد آل البيت مرجعية مطلقة يقول : ((فإذا كانت ثقافة القرآن هكذا شأنها وثقافتهم هكذا شأنها فإن ثقافتهم هم هي التي تصنع الإرهاب الإجرامي. لكنهم يريدون أن يقولوا لنا وأن يرسخوا في مشاعرنا أن ثقافتنا ـ التي هي الثقافة القرآنية ـ هي من تصنع الإرهاب. إذاً سيقولون لنا: الكتاب الفلاني من كتب أهل البيت، من كتبكم أنتم الزيدية، هذا الركام من كتبكم أنتم الزيدية كلها كتب تصنع إرهابيين إذاً هي جذور إرهاب. ولكننا نرى في واقع الحياة من الذي يمكن أن يتحرك عنصراً خيراً في هذه الحياة؟. يصنع الخير للناس ويدعوا الناس إلى الخير هل هو من يتخرج على أساس ثقافتهم أم من يتخرج على أساس ثقافة القرآن؟. ))
علم السيد حسين بدرالدين أبعاد المؤامرة وعلم حقيقة الحرب وحدد الهدف وانقض على العدو بحرب ساحقة ماحقة ، الحرب العلمية والثقافية والتوعوية وتحرك عملاء الإرهاب للحرب عليه وقتلِه بعد أن أراد حياتهم يقول السيد : (( نحن إذاً نواجه بحرب في كل الميادين، حرب على مفاهيم مفرداتنا العربية، إذا لم نتحرك نحن قبل أن تترسخ هذه المفاهيم المغلوطة بمعانيها الأمريكية بمعانيها الصهيونية والذي سيكون من وراءها الشر إذا لم نتحرك ستكون تضحيات الناس كبيرة، ستكون خسارة الناس كبيرة.
عندما نسمع كلمة [أنهم يريدون أن يتحركوا لمحاربة الإرهاب وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب] فإن علينا دائماً أن نبادر إلى الحديث عن الإرهاب ما هو؟. ونربطه بأمريكا، أمريكا هي التي تصنع الإرهاب للناس جميعاً، وأن اليهود هم من يسعون في الأرض فساداً، وأن من يسعى في الأرض فساداً هو من يصح أن يقال عنه أنه إرهابي إرهاباً غير مشروع. ))
ويقول : ((فعندما نرفع هذا الشعار أيها الاخوة نحن نرفعه ونجد أن لـه الأثر الكبير في نفوسنا، وفي نفوس من يسمعون هذا الشعار، حتى من لا يرددون هذا الشعار فإننا بترديدنا للشعار من حولهم سنترك أثراً في نفوسهم، هذا الأثر هو أن اليهود ملعونين، ونذكر مثل هذا الشخص الذي لا يرفع هذا الشعار بتلك الآيات القرآنية، وعندما يسمع [الشعار] ونحن نهتف به ويعود ليقرأ [سورة البقرة] و[سور آل عمران] و[سورة النساء] وغيرها من السور التي تحدث الله فيها عن اليهود والنصارى سيفهمها بشكل آخر، سيفهمها أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار يتردد من حوله. ))
- الشعار الضربة القاضية :
إن الشعار المعروف المشهور المعلوم الذي يرفعه أنصار الله هو بمثابة خطوة استباقية تهدف إلى رد كيد المعتدي وإحباط مؤامراته ومكره السيء وكشف تلبيساته لأن الشعار استراتيجية ومشروع سياسي وتوعوي وثقافي واضح الهدف والعدو واضح الوسيلة المتبعة لضربه ودحره ، خطوة لو تبنتها الدولة والشعب كانوا سيوفرون على أنفسهم الكثير الكثير من الويلات الآتية ومن أنكر نقول له لحظة ياجنوب خطوة يا بحر وهذا كلام يفهم الراسخون في العلم ، يقول السيد : (( وعندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعية كاملة، كلها تقوم على أساس أن منابع الشر وجذور الشر، الفساد في الأرض، الإرهاب لعباد الله، الظلم لعباد الله، القهر للبشرية كلها هم أولئك الذين لعنهم الله في القرآن الكريم، هم اليهود، هم أمريكا وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم. لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسئولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يدبر الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوء مما نحن فيه. أوليس كل واحد منا يعرف ما في هذا العالم من أحداث كلها تدور على رؤوس المسلمين، وكلها حرب للإسلام والمسلمين؟ أليس هذا شيء مفهوم لنا جميعاً؟. من هم المسلمون؟. هم نحن، وما هو الإسلام؟. هو دين الله الذي ارتضاه لعباده، هو هذا الدين الذي ندين به. إذا أصبحنا لا نفهم ما يعملون، ومما يعملون هو أنهم يعملون جاهدين على ترسيخ هذه المفاهيم المغلوطة. )) .
- الإرهاب خيار سلام :
يتحرك أعداء الله لضرب أنصار الله ثقافياً وعلمياً وعملياً مسخرين في سبيل ذلك كل إمكاناتهم ، ومن أهم مقاصد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تركيع الزعماء وترهيب الشعوب والمرجفين في العالم الإسلامي وضرب مفهوم الإسلام وروحه وكذلك منع أي تحرك تحت أي مسمى من أجل تحرير فلسطين وبعد ذلك الحادث المشئوم خفتت كثير من الأصوات التي طالما تبنت خيار الجهاد وأفتت به وأرسلت المجاهدين إلى أفغانستان وخفتت تلك الأصوات الصارخه بأن أغيثوا غزة هكذا ليميز الله الخبيث من الطيب فلم نعد نسمع منهم أي صراخ من أجل فلسطين إلا همساً مريب، وانطلقت الحكومات العربية والإسلامية في خيار السلام كي لا تدخل في الإرهاب وأهله وتجنب نفسها غضب أمريكا وإسرائيل ودخلت في غضب الله ومقته فلم نعد نسمع لهم إلا خيار الدولتين وحذفت كلمة التحرير من أدبيات الجامعة العربية نهائياً ودخلت في مفاوضات ضيعت الحق المتبقي وأهدرت الكرامة وحصدت وعود سلام يليها بيع وتنازل عن القضية والمقدس ومتاجرة بالدماء والأعراض ومن تكلم رفعوا في وجهه عصا الإرهاب الغليظة فيعود إلى الطاولة صاغراً مهاناً ذليلاً وسكوت يجر سكوت يجر مستوطنات يجر خزي يجر ذل يجر غضب الله ومقته يجر امتهان المسلم في كل شئونه وأموره وكلما تأوه أحدهم أرهبوه بالإرهاب وأسكتوه بالدولار إن أمكن , وإلا فالقَبَيَلةْ تقتضي عدم جرح الضيف وله ألف خطيئة , والتزم الزعماء بمبادئ الضيافة وسلموا للأمريكيين سيادتهم وشئونهم الداخلية فكانوا بحق رحماء بينهم لأنهم أصبحوا منهم وأشداء على المؤمنين.
بقلم : عبدالله علي الحسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق